هل يجوز صيام أول يوم في شعبان 2024 ؟

أعلنت غالبية الدول العربية والإسلامية عن غرة شهر شعبان 1445-2024، حيث ستوافق يوم الأحد 11 فبراير 2024 في السعودية ومصر والأردن وفلسطين ودول الخليج، وكانت سلطنة عمان أول من أعلن عن نتيجة استطلاع هلال شهر شعبان 1445-2024، وبدأ بعد الإعلان تقديم التهاني والتبريكات طالبين من الله عز وجل أن يبارك لهم في شهر شعبان ويبلغهم رمضان، ويعتبر شهر شعبان من الشهور ذات الفضل الكثير في حصول الأجر والثواب، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل صيام شهر شعبان، لذلك يبحث الكثير هل يجوز صيام أول يوم في شعبان، لذلك ننشر لكم في هذا المقال الإجابة.

هل يجوز صيام أول يوم في شعبان

تعتبر فئة من العلماء صيام أول يوم في شعبان أمرًا جائزًا، ويروِّجون له بناءً على بعض الأحاديث التي وردت في كتب السنة. يُشددون على أهمية استعداد المسلم لشهر رمضان ببدايات هذا الشهر، ويرى بعضهم أنها فرصة لتطهير النفس والتقرب إلى الله.

ولما كان شهر رمضان هو شهر البركات والنفحات؛ فقد كان شهر شعبان خير مقدمة له، فكان الصوم في شعبان بمنزلة السنة القبلية في صلاة الفريضة؛ فإنها تهيئ النفس وتنشطها لأداء الفرض، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصوم فيه؛ فعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إلَّا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْته فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِنْهُ صِيَامًا فِى شَعْبَانَ» متفق عليه، واللفظ لمسلم، وفى هذا دليل على أنه كان يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره.

وكذا كان السلف الصالح يجتهدون فيه فى العبادة؛ استعدادًا لاستقبال شهر رمضان، وفى هذا المعنى قول أبى بكر البلخى: “شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقى الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع”.

وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من كثرة صيامه فيه؛ فعن أسامة بن زيد –رضي الله عنهما-، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال:«ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.

حكم صيام شهر شعبان

اختلف العلماء حول جواز وفضل صيام شهر شعبان، وانقسم الكثير منهم إلى قسمين، حيث يعتبر البعض أنه لا يوجد دليل صريح يثبت جواز صيام أول يوم في شعبان، ويُفضلون عدم الإقدام على هذا العمل، يُشددون على أهمية الالتزام بالأدلة الشرعية الواضحة وتجنب الابتداع في العبادات، وهناك حكمين في ذلك:

  1. من كان له عادة في الصيام قبل شهر رمضان، أو كان عليه نذر صيام في هذا الشهر، أو كان عليه قضاء من شهر رمضان السابق فهذا لا حرج عليه إن صام أول الشهر أو وسطه أو آخره.
  2. أما من لم تكن له عادة صيام ولا شيء مما تقدم ذكره ، فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يصوم إلا من أول الشهر حتى منتصفه فقط.

وهذا يعرف عند العلماء بـ “مبتدئ التطوع” ويستدلون بحديث أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان” حسنه الترمذي والسيوطي.

ولا يعترض على هذا بالحديث المتفق عليه : “لا تَقدَّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين” بدعوى أن هذا يفهم منه جواز الصيام قبل رمضان بأكثر من يومين، وعليه فيجوز الصيام في النصف الثاني منه. وإنما كان هذا الاعتراض مدفوعاً لأن دلالة المعترض هنا دلالة مفهوم ودلالة الحديث السابق دلالة منطوق، ودلالة المنطوق مقدمة على دلالة المفهوم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *